يمثل المتحف الوطني بباردو درة التراث التونسي, فبإيوائه داخل قصر قديم للبايات يعود إلى القرن التاسع عشر ميلادي هو يعيد كتابة جزء كبير من تاريخ البلاد التونسية من فترة ما قبل التاريخ إلى الفترة المعاصرة و ذلك عبر مجموعاته المختلفة, مع التذكير بكونه يضم أكبر مجموعة للفسيفساء في العالم و من ضمنها نذكر الفسيفساء الشهيرة التي تمثل الشاعر "ورجلوس". و يمكن للزائر أن يكتشف داخله مجموعة هامة من الحلي البونية و كذلك رواقا من التوابيت الرومانية و أحواض التنقية المعمودية المسيحية.
هناك نقطة يسلط عليها الضوء لدى الزيارة تمثل حمولة سفينة رومانية كانت غارقة وسط البحر قرب "كاب أفريكا" قبالة مدينة المهدية و تعد تحفا فنية من الفن الإغريقي و اليوناني: قطع من البرنز, تماثيل من الرخام و أثاث. يعود هذا الاكتشاف إلى الحفريات التي تمت تحت البحر في النصف الأول من القرن العشرين بمساهمة القبطان الفرنسي الشهير "كوستو".
رتبت منظمة اليونسكو العالمية عددا من المواقع التونسية كتراث إنساني عالمي, أهمها: - مدينة قرطاج الأثرية - دقة العتيقة بالغرب التونسي - المسرح الروماني العظيم بالجم - المدن العربية العائدة إلى فترة القرون الوسطى بالقيروان و تونس و سوسة
و كل من هذه المدن المتفردة ممثلة في متحف باردو فهو يضم أيضا مختلف التعابير و الشواهد الحسية للخلق الإبداعي بكل جهة من البلاد التونسية منذ 40 ألف سنة مثل "الهرميون" الغامض ب"القطار" (جنوب منطقة قفصة) و يعتبر أول معبد شيده الإنسان للتقرب للقوى السماوية العظمى.
|
|